نشأت ميسون أبو الهيجاء في قرية كوكب أبو الهيجاء، وأنهت دراستها كأخصّائيّة نطق، ولغة وتواصل في جامعة تل أبيب عام 2005، ثمّ أكملت دراستها في معهد أدلر للإرشاد الوالديّ، وهي تعمل على إكمال دراستها اليوم للقب الماجستير في الاستشارة الأسريّة والزوجية. أسسّت الكاتبة مؤخرًا مبادرة اجتماعيّة بعنوان "عيلة رايقة"، وهي مدرسة إلكترونيّة للأهل. كتبت ميسون هذه القصّة من وحي تجربتها الشّخصيّة المُلهمة كأمّ أحاديّة الوالديّة، والّتي نجحت بعد سيرورة عميقة للوصول إلى والديّة واعية وواثقة.
تقول ميسون أبو الهيجاء:
"لا يزال موضوع الطلاق والانفصال بين الأهل، يثير المصاعب والحرج، خصوصًا عند محاولة شرح ما يحدث للأطفال في هذه الفترة الحرجة والغير عادية بحياتهم. من هنا تأتي أهميّة هذا الكتاب الذي يطرح المسألة بوعي وحساسيّة كبيريْن، من دون مواربة، مُحافظًا في الوقت ذاته على أسلوب أدبيّ يليق بذكاء القرّاء الأطفال، من خلال الحرص على التغلب على الحرج الذي يرافق الأهل والأطفال في طرح الموضوع.
بداية النص:
"لي بيتان
غرفتان
سريران
ومن كل غرض..
اثنان!"
هكذا يبدأ الكتاب وهكذا ينتهي، عبر رحلة غير سهلة وتساعد الطفل، بطل القصّة، على فهم مُركّبات الحياة الجديدة والتعامل معها.
ما يمر به الطفل لأهل بعد الطلاق:
- البحث عن بيت جديد.
- شعور الطفل وردود فعله.
تقول الكاتبة:
الفكرة نبعت من تجربتي الذاتية كامرأة مطلقة مع ولد.
يوجد قصص عديدة عن موضوع الطلاق والأولاد والأهل ولكنها لجيل طفولة مبكرة، ولكن أحببت تسليط الضوء أكثر لأجيال من ٥ سنوات وما فوق ومكتوبة بلغة مبسطة، ومفهومة والحديث فيها عن المشاعر في هذه المرحلة، النصوص ملائمة لجيل المرحلة التعليمية الابتدائية للأولاد، تسهل قراءتها لهم، فيها وصف لعدة مشاهد تمر بحياة الأطفال.
المشاعر المتناولة في القصة لدى الطفل:
- شعورهم غير المفهوم بما يحدث، فممكن أن يلوم الطفل نفسه أنه هو السبب في هذا الانفصال بين أهله فيلوم نفسه بالتالي ويشعر بالذنب، ويأخذ المسؤولية على نفسه لطلاقهم وأفكارا سلبية عن نفسه.
- تأنيب الضمير.
- شعور الغضب، وهو تعبير عن إحباط لديه أو خوف أو خيبة أمل، أو وجع لأن الأطفال يترجمون تلك المشاعر بأشكال مختلفة،فكم هو معروف فإن الأطفال وقت الأزمات يمرون بهذه المشاعر السلبية.
على سبيل المثال:
في القصة يوجد طفل يعاني من ألم بالبطن كترجمة لإحساسه بالغضب.
والهدف بعرض المشاعر للأطفال، ليشعر الطفل المستمع أو القارئ أنه ليس لوحده وتوجد شرعية لأحاسيسه التي يمر بها ولا يفهمها، الأمر الذي يؤدي لارتياحه، ففي بيئته الخارجية، في الصف أو المدرسة ممكن أن يكون هو الوحيد الذي يمر بأزمة الطلاق في البيت، ولكن تجربة القصة تساعده لكي يدرك أنه ليس وحيدا بل هي مشكلة منتشرة لدى كثيرين غيره، فيقول في قلبه أنا غير مختلف ولست شاذا.
القصة بشكل عام تتحدث عن مشاهد لطفل يمر بعدة تجارب شخصية في مرحلة طلاق الوالدين، انتقاله للعيش في بيتين، وعالمين عن طريق السرد تجعلنا ندخل لقلب الطفل، من خلال الحوار عن القصة لنساعده كي يفهم ويدرك ويعبر عما يدور في ذهنه من تخبطات ومصاعب،
ما دور الأهل في سرد القصة؟
كل بالغ ممكن ان يقرأ القصة وممكن أن تستعمل القصة في العيادات النفسبة والعلاجية لكي تساعدهم في علاج الطفل ومرافقته.
القصة بشكل عام موجهة لمساعدة الطفل في تخطي مرحلة الطلاق لدى الأهل.
حتى لأطفال أهلهم غير مطلقين ممكن أن يقرأوها ليدركوا ما يمر به أصدقاؤهم لكي يشعروا بالتجربة معهم
وفهم عالمهم وتقبل الطلاق.
ما هي طريقة قراءة القصة للبالغين؟
ممكن ان يسأل الاولاد اسئلة كثيرة ولكن عند قراءة البالغ القصة يجب أن لا نأتِهم بأفكار مسبقة، وإنما السرد والحديث يجب أن يكون موضوعيا، وبدون أحكام مسبقة وإنما من مكان متصالح مع الذات، ولا ندع تراكمات الغضب والإحباطات من الطلاق تنعكس على الأولاد.
نرى ماذا يحتاج الطفل أن يفهم، ولا نشرح بتوسع عن معتقداتنا الشخصية، فهذا من شأنه أن يضغطه وهذا يثقل عليه أكثر من اللزوم، ممكن أن تنبع لديه أسئلة أثناء قراءة القصة من الوالدين، قارئ القصة، مثل لماذا تم الطلاق؟، فنجيب بصراحة واضحة، ونعطي أجوبة مناسبة لجيله عن عملية الإنفصال وشرعيتها، بتبسيط فكرة ورسالة الانفصال وصريحة، الجيل للطفل هو من يحدد أجوبة الأهل وليس احتياجاتنا نحن، والتعبير عن ذواتنا بوعي لمصلحة الطفل وبتوازن ومصالحة وسلام، وهذا مهم للمحافظة على شعور الطفل بالأمان، والتفسير بأن الطلاق لا يعني الكراهية وعدم تواصل وعدم احترام بين الأب والأم، وإنما بخيار طبيعي ومتصالح وبغير قطيعة والمحافظة على علاقات إنسانية، والدنيا لا تنتهي بالطلاق، يجب علينا تسهيل وغير تصعيب أثناء القراءة، تسهيل للبالغيل أيضا من الأولاد الذين يمرون بهذه المرحلة، وفتح الموضوع مع الأطفال ووضعه ععلى الطاولة بشكل طبيعي.
الهدف مرة أخرى من القصة هو التعامل مع التجربة الشعورية.
بقي أن نذكر أن القصة "عاقد الحاجبين" قصة جديدة من إصدار دفيئة "حكايا" وإشرافها الفني واللغوي.
أجرت اللقاء وحررته: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48
التعليقات